عقيدة التوحيد (7): التوحيد مصدرتكوين الشخصية الإيجابية:
في الإنسان تتنازع قوتان: قوة الخير والصلاح مصدرها عقيدة التوحيد ،وقوة الشر والفساد ومصدرها الشرك المتمثل في النفس والشيطان(شيطان الجن وشيطان الإنس).
فعقيدة التوحيد مفعلة للخير والصلاح والإيجابية في شخصية المؤمن ،فالمؤمن كالنملة وكالنحلة وكالنخلة ، فهو كالنملة في حركتها وعملها،وكالنحلة في إيجابيتها إن أكلت طيبا وإن وضعت و أعطت طيبا، وكالنخلة في ثباتها وصبرها وعطائها. حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم حدثوني ما هي قال فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله فوقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا ما هي يا رسول الله قال هي النخلة" صحيح البخاري.
فالمؤمن يحرص على ما ينفعه وما ينفع الآخرين،ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك واستعن بالله". وفي حديث آخر :"أحب عباد إلى الله أنفعهم لعباده ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ،وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين ،فقال تعالى :(يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)المؤمنون51.
ومن جهة أخرى فالمؤمن حينما يعلم أنه سيجزى على كل أعماله مهما دقت وصغرت إن خيرا فخير وإن شرا فشر .(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) الزلزلة7-8. وأنه مراقب من لدن رقيب ،شهيد على الظواهر وخبير بالبواطن تجعله إنسان يحجم عن ارتكاب المحرمات ويبادر لفعل الخيرات بمعنى آخر تجعل منه إنسان صالح وإيجابي.
وإذا كان التوحيد مفعل للإيجابية من خلال العمل وتحري الحلال الطيب مع التوكل على الله عزوجل ، فإن الشرك معوق للصلاح ومعطل للإجابية في الشخصية،لأن الإنسان المشرك يتكل ويعتمد على الوسطاء والشفعاء الذين لا يملكون له نفعا ولا ضرا، ولهذا لا يتوانى عن ارتكاب المحرمات مما يجعله إنسانا سلبيا يعمل على تحطيم ذاته وتأخير مجتمعه.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .آمين يارب العالمين.