بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أبناء العمومة الكرام،،
يقول الشاعر عن إقبال شهر رمضان :
أتى رمـــضان مزرعة العباد ..... لتطهير القلوب من الفساد
فــــأدِ حقــــوقه قـــولا وفعــلا ..... وزادك فاتخذه إلى المعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها ..... تـأوه نـادما يـوم الـحصاد
قال تعالى:
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا
كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
}[البقرة:183]
وقال عز وجل{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ
أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } [البقرة:
185]
فإن صيام شهر رمضان من
الفرائض التي فرضها الله عز وجل وهو ركن من أركان الإسلام، في الحديث
المتفق عليه من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال:« بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ».
فكيف
نستقبل رمضان وكيف نستثمر أوقاته في طاعة الله والقيام له عز وجل، نسأل
الله أن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ماهى
إلاأيام تمر وساعات تُقضى وفي النهاية يأتي الأجل المحتوم! فما لنا لا نقف
مع أنفسنا وخاصة قبل دخول موسم الطاعة وفرصة العمر، ساعات قلائل ويأتي شهر
رمضان! وما أدراك ما رمضان؟ شهر أوله رحمة وإحسان، وأوسطه عفو من الله
وغفران، وآخره فكاك وعتق من الجحيم والنيران...
شهر
يقول عنه النبي –صلى الله عليه وسلم- :« رغم أنفه ثم رغم أنفه ثم رغم
أنفه" وفي رواية "خاب وخسر كل من أدرك رمضان ولم يُغفر له ذنب
ها هو رمضان يلوح ويقترب،
وأعناق المذنبين تشرئب،
وها هي التوبة معروضة
ومواسم الطاعات مشهودة،
فلئن كنت قد أتعبتك المعاصي وأثقلتك الذنوب فاعلم أن لك رباً يريدك أن تتوب { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً }[النساء:110].
وفي الحديث: « يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي ».
ها
هو رمضان يلوح ويقترب، وأعناق المذنبين تشرئب، وها هي التوبة معروضة
ومواسم الطاعات مشهودة، فلئن كنت قد أتعبتك المعاصي وأثقلتك الذنوب فاعلم
أن لك رباً يريدك أن تتوب { وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ
ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً
}[النساء:110].
وفي الحديث: « يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أُبالي ».
فعليك
أخى أن تشكر الله على نعمة عظيمة أسداها إليك، بأن مدّ في عمرك حتى تستفيد
من هذا الشهر بأنواع الطاعات المختلفة والقربات المتنوعة، فكم من قلوب
اشتاقت إلى لقاء رمضان لكن أصبحت تحت التراب، وكم من مرضى وأسرى على الأسرة
البيضاء لا يستطيعون الصيام والقيام، فالحمد لله على نعمة الحياة والصحة
والعافية، فإذا عرف العبد هذه النعمة وشكرها، حفظها الله.
وعليك
أيضا عند بداية الشهر أن تتعلّم ما لابد منه من فقه الصيام، وأحكامه
وآدابه، والعبادات المرتبطة برمضان من اعتكاف وعمرة وزكاة فطر وغيرها لقوله
–صلى الله عليه وسلم- :« طلب العلم فريضة على كل مسلم ».
أعقد
النية والعزم الصادق والهمة العالية على صلاح القول والعمل والاجتهاد في
الطاعة والذكر وتعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وإعطاء الصيام والقيام حقه،
قال تعالى { فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }[محمد:21]
وما عزم عبد على طاعة الله ونوى بقلبه أن يؤديها فحال بينه وبينها حائل إلا بلغه أجرها.
وكم
من أناس ماتوا في أوائل رمضان. هنيئاً لهم إن كانوا عقدوا النية الصالحة
في أول الشهر على الطاعة والاجتهاد، فأخلص لله عز وجل في العبادة والنية
فإنك لا تدري متى ستموت والله عز وجل يعطي العبد من الخير على قدر نيته
وإخلاصه.
استحضار أن رمضان
كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، سرعان ما يولّي، فهو موسم فاضل ولكنه
سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب
أيضاً، يبقى الأجر وانشراح الصدر
استلهم المواعظ
والعبر من ذلك الشهر المبارك فتتذكر بصيامه الظمأ يوم القيامة، وما أشبه
الدنيا بنهار رمضان والآخرة بساعة الإفطار، وما أجمل الفرحة عند الإفطار،
وما أحلاها عند أخذ الكتاب باليمين وصدق –صلى الله عليه والسلم- القائل :«
للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه ».
احرص
على الاجتهاد في القيام وإياك أن تمل من طول القيام، ساعات قصيرة وينتهي
رمضان، فاز فيه من فاز وخسر فيه من خسر، وكم من إمام بحثت عنه لقصر صلاته
باعد بينك وبين الجنة وأنت لا تدري، فلا تبخل على نفسك الخير، فهذا من
علامات الحرمان، قال –صلى الله عليه وسلم- :« من قام رمضان
إيمناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه ».
وأما القرآن فلا تتركه من يدك إن استطعت فالصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة
احرص على الاعتكاف والاجتهاد في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر.
قال
الإمام الزهري :"عجباً للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي –صلى الله
عليه وسلم- ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله –عز وجل-".
وأخيرا
لا تنسى أخى المداومة على ذكر الله بالأذكار والأدعية المطلقة منها
والمقيدة وخاصة المتعلقة برمضان، استدعاء للخشوع وحضور القلب، واغتناماً
لأوقات إجابة الدعاء في رمضان، والاستعانة على ذلك بدعاء :"اللهم أعنّي على
ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".
*******
تحياتي