ساحة القرآن الكريم وعلومه

آية الكرسي اشتملت على بيان توحيد الله وتمجيده وتعظيمه وذكر أسمائه الحسنى وأفعاله وصفاته العلى (مشتملة على عشر صفات من صفات الله عز وجل)
وكل ما كان من الأذكار في تلك المعاني أبلغ كان في باب التدبر والتقرب به
إلى الله أجل وأعظم إثبات الذات ، ومعرفة هذه هي المقصد الأقصى في العلوم
وأيضاً اجتمع فيها من التقديس والتحميد والصفات
الذاتية التي لم تجتمع في آية سواها وكلها تشعر بعظمة وكبرياء المولى
سبحانه وتعالى فموضوعها ذات المولى عز وجل
وذكر فيها الكرسي وقال الجمهور : الكرسي مخلوق عظيم مستقل بذاته

1-أعظم آية في كتاب الله:

أ-عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ
قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ
أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ..رواه مسلم وأبو داود
ورواه أحمد وابن أبي شيبة..
ب-حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ فِى تَفْسِيرِ حَدِيثِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ سَمَاءٍ وَلاَ
أَرْضٍ أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِىِّ. رواه الترمذى..

وقال النووي قال العلماء إنما ميزت آية الكرسي
بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية والوحدانية
والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة وهذه السبعة أصول الأسماء
والصفات.مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح ج 7ص386

2- فيها اسم الله الأعظم:

عن
أبي أُمَامَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{إنَّ اسْمَ
اللهِ الأَعْظَمَ لَفِي ثَلاَثِ سُوَرٍ من الْقُرْآنِ الْبَقَرَةِ وَآلِ
عِمْرَانَ وطه} فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم
وفي سورة آل عمران ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم وفي سورة طه
وعنت الوجوه للحي القيوم .. رواه (ابن ماجه والحاكم والطبراني).:تحقيق
الألبانى: حسن.
ب- لأنه ليس في القرآن آية ذكر اسم اللّه تعالى لفظاً أو ضميراً (مضمر
وظاهر )في ستة عشر موضعاً إلا آية الكرسي ، بل إن عدّ المحتمل في الحيّ
القيوم والعليّ العظيم والفاعل المقدر في حفظهما المضاف لمفعوله بلغت إحدى
وعشرين... ذكره ابن العربي وكذا دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين.

3-إن لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش:

عَنْ
أُبَيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ
أَيُّ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَعْظَمُ قَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ فَرَدَّدَهَا مِرَارًا ثُمَّ قَالَ أُبَيٌّ آيَةُ الْكُرْسِيِّ قَالَ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ.. أخرجه عبد الرزاق في المصنف و أحمد :تحقيق الألبانى: ( صحيح ).

4- قارئ آية الكرسي عند نومه لا يقربه شيطان:

قال الشيطان لأبي هريرة رضي الله عنه إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)
حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربُكَ شيطان حتى
تُصبح فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب
ذاك الشيطان) صحيح البخاري وابن خزيمة....

5- ما قرئت فِي بَيْتٍ إِلا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ:

فاقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان
أ-حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الثَّقَفِىُّ
حَدَّثَنَا الشَّعْبِىُّ قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : لَقِيَ رَجُلٌ
مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنَ
الْجِنِّ ، فَصَارَعَهُ ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ ، فَقَالَ لَهُ
الْجِنِّيُّ : عَاوِدْنِي . فَعَاوَدَهُ ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ ،
فَقَالَ لَهُ الإِنْسِيُّ : إِنِّي لأَرَاكَ ضَئِيلا شَخِيتًا ، كَأَنَّ
ذُرَيْعَتَيْكَ : ذُرَيْعَا كَلْبٍ ؛ أَفَكَذَلِكَ أَنْتُمْ مَعَاشِرَ
الْجِنِّ ، أَمْ أَنْتَ مِنْهُمْ كَذَا ؟ ! قال : لا والله إني مِنْهُمْ
لضليع ، وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّالِثَةَ ، فَإِنْ صَرَعْتَنِي
عَلَّمْتُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ . قَالَ : فَعَاوَدَهُ ، فَصَرَعَهُ ؛
قَالَ : هَاتِ عَلِّمْنِي . قَالَ : هَلْ تَقْرَأُ
آيَةَ الْكُرْسِيِّ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَإِنَّكَ لا تَقْرَأُهَا
فِي بَيْتٍ إِلا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ ، ثُمَّ لا يَدْخُلُهُ حَتَّى
تُصْبِحَ . فَقَالَ رَجُلٌ فِي الْقَوْمِ : يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ! مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ هُوَ عُمَرُ ؟ فَقَالَ : مَنْ يَكُونُ هُوَ
إِلا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ؟ !
وفى رواية أخرى { قال إنك لن تقرأها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج كخبج الحمار لا يدخله حتى يصبح }
. أخرجه الطبراني في معجمه الكبير والدارمي في سننه.

6- إذا قرئت على شيء لا يستطيع جني أن يقربه:

ب-
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ،
أَنَّهُ كَانَ لَهُ جَرِينٌ فِيهِ تَمَرٌ ، فَكَانَ أُبَيٌّ يَتَعَاهَدُهُ
فَوَجَدَهُ يَنْقُصُ فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَإِذَا دَابَّةٌ
شَبِيهُ الْغُلاَمِ الْمُحْتَلِمِ ، قَالَ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ
السَّلاَمَ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ أَجِنٌّ أَمْ إِنْسٌ ؟ قَالَ : لاَ
بَلْ جِنٌّ ، قُلْتُ : نَاوِلْنِي يَدَكَ ، قَالَ : فَنَاوَلَهُ يَدَهُ ،
فَإِذَا يَدُ كَلْبٍ وَشَعْرُ كَلْبٍ ، قَالَ لَهُ أُبَيٌّ : هَكَذَا
خُلِقَ الْجِنُّ ؟ قَالَ : قَدْ عَلِمَتِ الْجِنُّ مَا فِيهِمْ أَشَدُّ
مِنِّي ، قَالَ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : بَلَغَنَا
أَنَّكَ رَجُلٌ تُحِبُّ الصَّدَقَةَ فَأَحْبَبْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ
طَعَامِكَ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ أُبَيٌّ : مَا الَّذِي يُحَرِّزُنَا مِنْكُمْ ؟ قَالَ : آيَةُ الْكُرْسِيِّ ،
فَغَدَا أُبَيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ،
فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ : صَدَقَ الْخَبِيثُ...رواه ابن حبان في صحيحه
والنسائي و الحاكم في ( مستدركه ) وقال صحيح الإسناد..تحقيق الألبانى: (
صحيح )

7- ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة:

وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم { مَنْ قَرَأَ آيَةَ اَلْكُرْسِيِّ
دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ
اَلْجَنَّةِ إِلَّا اَلْمَوْتُ } رَوَاهُ النَّسَائِيُّ , وَصَحَّحَهُ
اِبْنُ حِبَّانَ: قال الشيخ الألباني : ( صحيح )

والله أعلم