الحمد لله مُوالي البركاتِ والنِّعَمْ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده
لاشريك له ذو الفضل والإحسان الأتم، مَنَّ علينا بليلة القدر الشريفة،
وما فيها من بركات ترتسم. وأشهد أن نبينا محمداً عبدُالله ورسوله سيِّدُ العَرب
والعجم، أزكى من صام لله وقام حتى تفطّّر منه القدم، وأجودُ بالخير
من الرِّيح المرسلة في الكرم، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين
ومن تبعهم بإحسان ما سعى المشمرون للقمم، وسلَّم تسليماً كثيراً.
أما بعد إخواني القراء: فاتقوا الله ، واعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم،
وقدموا لأنفسكم فلا تضيّعوا فرصة في غير قربة. وتداركوا بقية شهركم بعمارته بالتقوى.
عليك بتقوى الله في كل أمره تجد غبها يوم الحساب المطول أيها الإخوة في الله: هذه أيام شهركم تتصرَّم ،
ولياليه الشريفة تتقضَّى، شاهدة بما عملتم، وحافظة لما أودعتم، هي لأعمالكم خزائن محصنة،
ومستودعات محفوظة، هذا هو شهركم، وهذه هي نهاياته، كم من مستقبل له لم يستكمله؟ وكم من مؤمل يعود إليه لم يدركه. هلّا تأملتم الأجل ومسيره، وهلّا تبينتم خداع الأمل وغروره. فالشهر أوشك على الرحيل، بما أودَعَ فيه العبادُ من أفعالٍ، واللّبيبُ من ختَم شهرَه بتوبةٍ صادِقَة بالبُعد عن المعاصِي والآثام.
أخي القارئ: ومع ما مَنَّ الله به على الموفَّقين من عباده في استثمار أيام
وليالي هذا الشهر الكريم إلا أن هناك فئامًا حُرِموا هذا الخير العميم، ومع ما قررته الشريعة من حرمة الشهر الكريم
فلا تزال صدورٌ غلت مراجلُها بالبغضاء والحسد ، وعقولٌ انحرفت عن سواء الدين والرشد قد ركبت متن الغلو والجهل ، تحاول زعزعة أمنِ هذه الديار الآمنة وتنشرُ الفساد والإجرامَ في رباها
الحالمة فانتهكت حرمة الزمان والمكان وامتشقت أيديها أعمالَ الإرهاب والعنف والتفجير وأفعالَ الاجرام والإفساد والتدمير فكان سعيهم في وبال ، وشأنهم في سِفال ، بمنّ الله وفضله ، حيث رد كيدهم وأحبط مكرهم، وما استهداف رموز الأمن في هذه البلاد المباركة إلا تحوّلٌ خطير في مسيرة
هذا الفكر المنحرف، يقصد إلى استهداف عقيدة الأمة وأمن البلاد بأسرها،فالأمر عظيم، والخطب جلل، ولكن الله سلَّم.
وما أخصك في بُرْءٍ بتهـنئة ...إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
ومن كان في أوطانه راعيًا لها...فذكراه مسـك في الأنام وعنبر
فماذا يريد هؤلاء، وبأي شيء يلقون الله رب العالمين،
ألا فليعلم كلٌ غرٍ مأفون سلك مسالك الإجرام ، أن الله سبحانه فاضحه لا محالة
وحافظٌ هذه الديارَ المباركةَ ورموزها من كيد الكائدين وعمل المفسدين
وهيهات أن يكون إصلاح مرتجى بإثارة الشغب والفوضى وسلوكِ مسالك العنف وحملِ السلاح وزعزعة الأمن والخروج عن الإمام ونبذ السمع والطاعة ومفارقة الجماعة والغدر والخديعة والخيانة،
والانتحارِ بأخرة نسأل الله حسن الخاتمة، فرحماك ربنا رحماك واللهم سلم سلم ونعوذ بالله من الردى بعد الهدى،
وهي والله لهؤلاء بشارة اليأس والابتئاس، ونهاية الإفلاس، ولفظ آخر الأنفاس، ومن تفطن لآثار ذلك الفكر النشاز استشعر أهمية العنايةِ بالجيل وتربيةِ النشء على منهج الوسطية والاعتدال، واستئصال شأفة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتلك مسؤولية مهمة عظيمة مشتركةٌ بين كافة شرائح المجتمع وقنوات التوجيه، كالمسجد والأسرة والمدرسةووسائلِ الإعلام ليؤدي كلٌ دوره التربويَ في المجتمع صلاحاً وإصلاحاً،
والدعوة موجهة في هذه العشر المباركة لكل من تورَّط في هذه الأعمال المشينة بالعودة إلى جادَّة الحق والصواب والاستفادة من فرصة العفو السانحة قبل فوات الأوان، والله المسؤول أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويحفظنا
والمسلمين من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ على هذه البلاد
عقيدتها وقيادتها وأمنها واستقرارها،
ويرد عنها شرّ الأشرار، وكيد الفجار، وشرّ طوارق الليل والنهار، إنه خير مسؤول وأكرم مأمول.
ألا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة،
نبيكم محمد بن عبدالله، كما أمركم ربكم جل في علاه،
فقال عز من قائل ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾.
الا أيها الراجي المثوبة والاجرا وتكفير ذنب سالف انقض الظهرا عليك بإكثار الصلاة مواظبا على احمد شفيـع الـورى طرا فقد صح ان الله جلا جـلاله يصلي على من قالها مرة عشرا
أخي القارىء الكريم: ويجمل الصيام والقيام والدعاء،
وتتوافر أسباب الخير، ويعظم الرجاء حين يقترن بالاعتكاف، فقد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأيام حتى توفاه الله. عجيب هذا الاعتكاف في مقاصده وغاياته. المعتكف، ذكرُ الله أنيسه، والقرآن جليسه،
والصلاة راحته، ومناجاة الحبيب متعته، والدعاء والتضرع لذته.في مدرسة الاعتكاف يتبين للعابد أن الوقت هو الحياة، فلا يبذله في غير حق، ولا يشتري به ما ليس بحمد، يحفظه عن مجامع سيئة، بضاعتها أقوال لا خير في سماعها، ويتباعد به عن لقاء وجوه لا يسر لقاؤها.فيا أيُّها الأحبة في الله: هذه أيام العشر كالتاج على رأس الزمان، فراعوا حق هذه الأيام، فوالله لليلة القدر ما يغلو في طلبها عشر،لا بالله ولا شهر، لا تالله ولا الدهر. ليلة القدر يفتح فيها الباب، ويقرب فيها الأحباب، ويسمع الخطاب، ويرد الجواب. إنها ليلة ذاهبة عنكم بأفعالكم، وقادمة عليكم غدًا بأعمالكم، فياليت شعري ماذا سنُودِعُها؟ وبأي الأعمال نودِّعها؟
أتراها ترحل حامدة منا الصنيع أم ذامة التفريط والتضييع؟ هذا أوان السباق فأين المسابقون؟
هذا أوان القيام فأين القائمون؟
يا رجال الليل جدوا رب صوت لا يرد لا يقـوم الليـل إلاّ من لـه عزم وجد
أليس من عجب أن فئامًا من الناس أغفل ما يكونون في زمان الجد والاجتهاد؟
أليس من الغريب أن الكثيرين لا يحلو لهم التسوق والشراء إلاّ في هذه الأزمنة النفيسة؟
أليس من عجب أن الكثيرين يكونون أكثر ولعًا بمشاهدة القنوات في هذه الأيام العظيمة
والليالي الشريفة؟ أين نحن من قوم كانوا أنضاء عبادة، وأصحاب سهر وطاعة؟
عذرًا أبا العشر الأواخر هكذا وحل الطريق وغاصت الأقدام أقبلت حيـهلا لعـل قلوبنا تصفو ويصحو حين جئت نيام ولعل مليـارًا يزيل غثـاءه ليصوغ أمن العالم الإســلام
ويجدر التذكير في هذا الشهر الكريم بفريضة الزكاة فهي قرينة الصلاة في كتاب الله فأدّوها
-يا رعاكم الله- طيبة بها نفوسكم. ألا فاتقوا الله عباد الله، واستثمروا هذه الليالي
M!ss_haidey عضوةْ - Member.
Date of Birthday- : 23/10/1998 Number of My subject- : 1164 count your liks +♥ : 28